تحميل كتاب وثائق في طريق عودة الوعي – توفيق الحكيم PDF
وثائق في طريق عودة الوعي – توفيق الحكيم
«إن من المهم فتح الملفات، لماذا؟ لأنه في فتح الملف عدمُ اتهامِ فترةٍ بحالها. وإذا كان اتهامًا، فحتى هذا يبقى شيئًا مطلوبًا. أيضًا الاتهام معناه أنه فُتحت قضية، وفيها دفاع، وفيها خبراء، وفيها تقييم.»
أثار «توفيق الحكيم» عاصفة من الانتقادات وردودِ الأفعال بنشره كتابه «عودة الوعي»، الذي كشف فيه المستور عن الحِقبة الناصرية، وأعلن فيه عن آرائه ومواقفه التي ظلَّت طيَّ الكتمان طويلًا، وكان من الطبيعي أن يعلِّق عليها أنصار الرئيس «جمال عبد الناصر» ومُعارِضوه، كلٌّ بحسَب توجُّهه. وبين أخذٍ ورد، ارتأى «الحكيم» أن يخطو خطوةً أخرى في طريق عودة الوعي، ولكنها هذه المرة في صورة وثائقَ رسميةٍ تكشف المزيد من الحقائق، وتتعزَّز بها شهادته على هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر. يستهلُّ «الحكيم» تلك الوثائقَ برسالةِ عتابٍ ودية طويلة وجَّهها إلى الرئيس سرًّا، لكنها سرعان ما أصبحت موضعَ تحقيقٍ واسع. تَرِد في هذا الكتاب الملفات الرسمية لتلك التحقيقات، وشهادات إضافية متفرقة، عبَّر فيها «الحكيم» عن مواقفه من أحداثٍ وقضايا بعينها إبَّانَ حكم «عبد الناصر»، تناوَلها بالتحليل والتقييم، ولم يُعفِ نفسَه من النقد والمراجَعة.
توفيق الحكيم: أحدُ أهمِّ الأسماء اللامعة في جيل روَّاد الأدب العربي الحديث. نال مكانةً خاصة في قلوب قرَّائه، وتَربَّع على عرش المسرح العربي، مؤسِّسًا تيارًا جديدًا هو المسرح الذهني.
كتاب وثائق في طريق عودة الوعي – توفيق الحكيم
وُلِد «حسين توفيق إسماعيل الحكيم» في ٩ أكتوبر ١٨٩٨م بمدينة الإسكندرية لأبٍ مصري يعمل في سلك القضاء، وأمٍّ تركية أرستقراطية، وكان لطفولته بدمنهور أثرٌ بالِغ في تكوينه.
التَحق بمدرسة دمنهور الابتدائية، ثم انتقل إلى القاهرة للالتحاق بمدرسة محمد علي التوجيهية. أتاحت له الإقامة في القاهرة التردُّدَ على فرقة «جورج أبيض» المسرحية. شارَك في ثورة ١٩١٩م، والتحق بكلية الحقوق ليتخرَّج فيها عام ١٩٢٥م، ثم سافَر إلى باريس لاستكمال دراسته العليا في القانون، لكنه حاد عن ذلك الهدف؛ إذ اتجه إلى الأدب المسرحي والقصصي، وتردَّد على المسارح الفرنسية، والأوبرا، ومتحف اللوفر، وقاعات السينما؛ وهو ما دفَع والِده إلى استقدامه إلى مصر مرةً أخرى عام ١٩٢٨م.