الرسول محمد ولد بعدما توفي والده ولحقت به أمه بعد ولادته مباشرة، فنشأ يتيماً، وتربى في بيت جده عبد المطلب الثري، لكنه لم يكن ثرياً ولم يملك من المال إلا القليل. وتزوج وهو في الخامسة والعشرين بخديجة التي تكبره سناً، وإن لم تبلغ الأربعين. ولم تكن تملك من المال شيء، لأن النساء في عصرها لا يحق لهن التملك ولم يرزق منها ولا من غيرها- بذرة، لأنه لا ينجب ولم يبعث ووهو ابن أربعن ولم ير الملك، طيلة حياته إلا مرتين.

ولم يرغ الغنم في صغره، ولم يكن بارعاً في الطب أو الفلسفة أو أي علم دنوي ولم تجر على يديه المعجزات، ولم يعلم الغيب، ولم يكن له معجزات ولم يشق صدره وهو صغير، ولم يتحدث إليه الحمار والشجر وهو كبير. ولم يعرف من الدين شيء قبل مبعثه، وكان مكوثه في الغار بعد البعثة وليس قبلها. ولم يعلم هو- أو غيره- أنه سيكون رسولاً لله، ولم يكن هناك أي علامات تميزه عن غيره، ولم يولد مختوناً و مقطوع السرة.

ولم يرتجب ويصاب بالهلع عندما رأى الملك في الأفق، ولم يهرول لخديجة لتدثره ويأتي شبح اسمه ورقة ابن نوفل ليطمئنه أنه سيكون رسولاً لله، ولم يعلم ببعثته مسبقاً كل شياطين الجن وشياطين الإنس من كهان العرب ورهبان اليهود والنصارى ودهاقنة المجوس وسحرة الهند.

ولم تبرك ناقته في مكان بني عليه مسجده، ولم يبن مسجده في المدينة على أنقاض مقبرة قدمة، ولم يتقل (600-900) يهودي صبراً، ولم يقتل أحداً صبراً ولا غدراً، ولم يقطع أرجل وأيدي من سرق إبله وتركهم في الحرة حتى ماتوا لأنه لم يكن له إبل ولا مال، ولم يسب النساء ولا يتسر بهن، ولم يزد من تزوج بهن من النساء في المدينة عن اثنتين، ولم يتزوج بعشر ولا عشرين.

ومع أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، فقد جاء بأعظم كتاب عرفته البشرية، كتاب خالد يفوق كل المعجزات، موجه لكل الناس في كل زمان ومكان، وسيبقى ما بقي البشر، ولن يكون هناك حاجة لرسول يأتي من بعده، ولا مهدي، لأن أي رسول لن يأتي بأكثر مما جاء به القرآن.

هذا هو محمد رسول الله برواية القرآن، الذي يختلف عن الشخصية الخيالية له في كتب التراث.

حاليا بالمكتبات وغير متوفر الكترونيا