تحميل كتاب 35 سوناتا pdf – للكاتب فرناندو بيسوا
تحميل كتاب 35 سوناتا pdf – للكاتب فرناندو بيسوا
هنا رؤية وتأمل “فرناندوا بيسوا” لوجود روحي وذهني ومادي وطبيعي مرتبك بوضوح، وليس ذلك لأن هذا الوجود كان واضح الإرتباك والرؤية وهو فقط رأى وضوحه ونقله لنا، بل لأنه كان لا يُرى، ولم يكن ليُرى، إلا بعد أن رآه هو… تُوَظِّف “سوناتات” بيسوا الإنجليزية هذه نحواً معقداً مستمداً من النماذج الإليزابيتْية العريقة.
كما تلخص بإعجاز شديد ومكثف فكرته عن الفكر ذاته، فكرته الظاهرية عن الداخل، وفكرته الداخلية عن الظاهر.
يتحدث بيسوا هنا عن وسائله وتقنياته في الشعور، وعن الشعور، وعن كيف يشعر، يتحدث عن الأسئلة الكبرى ومحركات الوجود والعدم، عن الشك واليقين، عن الأصالة والحداثة، المتن والهامش، عن الخداع، والله، والشيطان، والذات، والخير والشر، وتفاهة الحياة والموت والقدر، يتحدث عن الكره والحب، والمنفى والوطن، والخوف والشجاعة؛ يتحدث عن كمال التلاشي، وتلاشي الكمال، عن واقعية الفكرة والحقيقة أكثر من الواقع والحقيقة ذاتهما… هكذا تماماً كما يرى الأشياء، ولا يراها، ويرى أنه لا يراها…
غريبة هي كلمات فرناندو ، فأول مرة تقرأها تتعجب من ربطه لكلمات غير معقولة ، ولا تجد حتى اجابة لنوع الكتاب ، ولكن ماهي الا لحظات الا وتجد الكلمات تنير امام وجهك كالنجوم فتبدأ تقرأها واحدة بعد الاخرى ، الكتاب من الكتب المفضلة التي قرأتها هذه السنة ، وانا جازم ان هناك بعض الجمل التي لم افهمها وسأفهمها اذا قرأتها مرة اخرى ، لم تكن جميع السوناتات مثل بعضهم ، فبعضهم كانت جداً عادية ، لكن اغلبها كانت ملفتة للعقل وتريد قرأتها اكثر من مرة لكي تفهم حقيقتها اكثر واكثر .
الا انني تمنيت ان يبعد كلمة الاله في سوناتاته التي كانت مستفزة..
“وعبر ليل أفكاري ، كرداءً ممزق يتبع طريقاً ، لم يره من قبل ابداً ، أسحب هذا الماضي ، الذي يرى الممكن كالفجر ، يهبط بشحوب صامت وشاسع، على الليل الذي مضى قبله….”