تحميل رواية سماهاني pdf عبد العزيز بركة ساكن
تدور أحداث الرواية في فترةٍ من حكم سلاطين عُمان لشبه القارة الأفريقية وتحديداً “تنزانيا” المذكورة في الرواية ب”أنغوجا”. السلطان هُنا رجل مستبد بنى عرشه على سواعد وأعضاء جنسية ودماء المواطنين الأصليين الذين سخرهم وأهليهم وخيراتهم لخدمة مملكته التي أكسبها شرعية سماوية بنسبه الممتد إلى النبي سليمان. وعرض الكاتب جوانب من حياة “السبايا” والعبودية التي يعيشونها باسم الإسلام الذي نُقِل إليهم وتمازجت ممارساته مع أديانهم الوثنية حتى بالنسبة للعرب المستوطنين بلادَهم،
وقد ركز الكاتب في ذلك على سرد تفاصيل “التخصية” “للعبيد” لحصر أعمالهم في الخدمات التي خُصصوا لأجلها. من بين العبيد الذين خصهم الكاتب بالتفصيل “مطيع” وابنه “سندس” الذين أبيدت قريتهما وخُصيا أيضاً ليكون الأول في خدمة السلطان، والثاني في خدمة الأميرة ابنه السلطان الوحيدة التي ترتبط ارتباطاً وجودياً بسندس القائم بجميع أمورها والمطلع على خفايا جسدها وحياتها، والذي يقرر في لحظة الهجوم والثورة على السلطان أن يأخذ الأميرة معه، فهي مُلكه وخاصة به.
من بين الأحداث السياسية التي يتناولها الكاتب أيضاً خضوع السلطان لحكم بريطانيا والبلاد الطامعة في خيرات هذا الجزء من العالم والصراع بينها على المنطقة، وأسباب وكيفية نشر الديانة المسيحية بعد إقصاء دور السلطان ليكون الحاكم الاسمي في المنطقة دون سلطة فعلية والتي تُدار بأمر من بريطانيا وملكتها.
وقد أثارت اهتمامي فترة ما بعد الثورة (ثورة المواطنين على دولة السلطان) والتي فيها ساد الكساد والعطالة البلاد، فلم يجد المواطنون عملاً يقومون به، ولا السادة أحداً يدير أمورهم لاعتماد كل فئة على الأخرى اعتماداً كلياً دون ضوابط أو حدود التي سعى الإنجليز إلى رسمها وتحديدها، لتكون في صورة رب العمل والعامل المُتعارَف عليها حتى اليوم.