رواية حب خارج البرد – كامل فرحان صالح
يمكن القول إن الرواية الجديدة تقع ضمن”الروايات الاستشرافية”، حيث تدور أحداثها في المستقبل بعد أن يضرب زلزال عنيف العاصمة اللبنانية بيروت، ويفقد بطل الرواية “كاف شبلي” في الكارثة حبيبته “هند”، فيسعى جاهدا لاعادتها إلى الحياة عبر عالم مصري كان نجح في إعادة الحياة إلى مومياء مصرية سرا.
تتوزع الرواية، التي شاء الكاتب أن يضع لها اسما آخر بين قوسين ( ابن الماء )، في أربعة فصول: خارج الموت ـ خارج البرد ـ خارج الماء ـ خارج الحياة.
واستهلت بكلمة لبطل الرواية كتبها ” في بيروت صباح يوم الأحد 18 ـ 1ـ 2071م “، يشير فيها إلى أن حكايته التي احتفظ فيها ثلاث سنوات كتبها على مدى خمس سنوات، وقرر اليوم أن ينشرها لأنه شاخ كثيرا أو لأنه خائف من أن يجد مدوناته أحد ويشوه كلماتها، كما يرد ذلك في الصفحة السابعة من الرواية على لسان بطلها بقوله: “أو لأنني خائف من أن تضيع بعد موتي دون أن يعرف أحد حكايتي”(صفحة 7). وكل ما يشتهيه بعد “أن أنتهي من نشر هذه الحكاية… ربما الموت”(ص 8).
زمن الروايات متحرك بين الحاضر والماضي، وتسير قدما في حركة يمكن تشبيهها بالدائرية، تمتد مساحة أحداثها بين بيروت والقاهرة والاسكندرية وحيفا وجدة. وتستهل بحدث عودة “هند”إلى الحياة ؛ الحبيبة التي تصبح ابنة، ثم يعود الزمن إلى الوراء، وقت وقوع الزلزال، حيث يتشظى في تلك اللحظة الزمن على مكان تحول إلى خراب… وعينان ” لم تتمكنا من احتواء ما تشاهدانه “، وتساؤل يخرج عفويا: ” هل ثمة مكان يتسع لهذا الحزن المتصل بالبحر !”…”هل ينفع هذا النواح؟.. هذا البحث عن هند؟”(ص 36 ـ 37).