تحميل رواية اللا متناهى في راحة اليد pdf جيوكوندا بيللى

الرواية مكتوبة

بلغةِ الدهشة التي لا تشوبها شائبة، دهشةُ البداياتِ .. حيث العالم قد خلق لتوّه، وآدم يستيقظ من

غفوته العدمية، في جنة عدن، وحواء تخرجُ من ضلعه، وكل الأشياء التي عرفناها من خلال

المثيولوجيا التوراتية، تكتسب صبغة شعرية وتصير رواية. بالنسبةِ لي كنتُ مأخوذةً جداً بدهشة

الرجل الأول، والمرأة الأولى، وهما يتفحصان الجنة، وكل شيءٍ فيها جديد ويوجد للتو، يخرجُ من

هيولى العدم إلى صورة الوجود، ويكتسي اسماً .. حيث الأسماء تفيضُ من أعماق آدم بعفوية وحدسية

محضة، كل شيءٍ هو اكتشاف، كل شيءٍ جديد. أبدعت جيوكوندا بيللي في رسمِ طبيعة المرأة الأولى.

جعلتها أكثر تساؤلا، وحيرة، وحركة، تقفز من سؤالٍ إلى آخر، كانت المحرّك الأساسي للعمل، وكانت

أوّل من تاق إلى ثمرة المعرفة، وكانت أيضاً أوّل من تأنسن .. واضعة حجر الأساس في الثقافة الإنسانية

قاطبة. بالتأكيد ستجد هناك أفكار كثيرة، غير متوافقة مع عقيدتك، أو مع فهمك لـ قصة الخلق الأوّل،

ولكن عندما تقرأ هذا العمل، فأنت تقرأ حقيقة شعرية لا حقيقة دينية .. ولا يمكنك إلا أن تؤخذ بـ سحر

اللحظة. نزول الرجل الأول والمرأة الأولى من عدن إلى الأرض كان قاسياً، الجسد بدأ يفقدُ خواصه

“العدنية” ويستجيبُ للجوع، والبرد، والحر، والحب، والحبل، والولادة، والرضاعة، و .. يأخذك القسم

الثاني من الرواية، من الدهشة منقطعة النظير، إلى الخوفِ الذي ينخرُ أعمق أعماقك .. لا أعتقد بأنه

يوجد إنسانٌ منا، بريء من هذا الخوف، الخوف القديم الذي نحمله فينا، على الأرجح، منذ وجودنا

على الأرض .. تعكس الرواية هنا الكثير من التخبط الذي يشوب علاقة الإنسان

بالأرض، الكائنات، الجنس الآخر، الذرية .

%d8%aa%d8%ad%d9%85%d9%8a%d9%84-%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7-%d9%85%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%87%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d8%b1%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%af

التحميل من هنا

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More