تحميل رواية المطر الأصفر pdf خوليو ياما ثاريس
مهما حاولنا أن نقرأ أو نكتب
عن العزلة والوحدة، الذكريات، الصمت والموت ستصبح كل محاولاتنا سطحية وركيكة، سخف مقارنة
بما ستقرؤه في هذه الرواية. هذه الرواية تحكي عزلة رجل، ليست عزلته في داره بعيدا عن الأهل
والأصدقاء أو حتى الجيران، أو حتى بعيدا عن البشر أجمعين! هو رجل يعيش في قرية وحيدا مع كلبته،
بعدما هجرها جميع سكانها وتركوها للخراب والدمار والمطر الأصفر. بينما أصر هو على البقاء، يظن
أنه حينما يبقى هو ستبقى القرية ولن تموت ظن أنه سيدافع عنها وسيدفع عنها شبح الانهيار والموت، طالما
ظل واقفا في مواجهته. لكن الحقيقة أن القرية ستموت، وأنه بموتها سيكون عليه أيضا أن يموت لأن القرية
في الحقيقة لم تكن سوى جثة تتحلل شيئا فشيء! عشت أنا التطور اليومي البطئ نحو الدمار، شهدت سقوط
بيوت كثيرة، حاولت بلا فائدة أن ينتهي كل هذا مبكرا، فتتحول إلى مدفني الخاص، شهدت طوال تلك السنوات
الاحتضار المفجع الطويل، كنت الشاهد الوحيد لتحلل قرية كان يمكن أن تموت قبل ميلادي. واليوم هي على
حافة الموت والنسيان، وما زال صوتها يرن في أذني، وصدى صرخات الحجارة المدفونة تحت الطحالب،
ونحيب الدعامات والأبواب التي تتعفن. لكني أعرف الان أنه بموتي سيموت ما تبقي من جثة لا تعيش إلا
في ذاكرتي. لكن المشكلة لا تكمن في غياب الناس والعزلة قدر ما تكمن في كيفية تمضية الوقت في هذه
الوحدة خاصة حين تكون ذكرياتك أبشع مما تجده حولك أو انعكاس لبشاعته. كذكريات هذا الرجل؛ مرض
الابنة وموتها- رحيل الابن- شبح الأم- هروب المتبقي من الجيران- انتحار الزوجة!!
كل هذه الأشياء جعلت الموت أقرب، أسهل.