تحميل رواية ليالى تركستان pdf نجيب الكيلانى
و هذة أندلسٌ أخرى ضاعت من أيدي
المسلمين فأنّا لها عودة ؟ تركستان الشرقية , أىُّ جنِّة أضاعناها و أيّ ظلم و قهر عاناه أهلها , و أيّ
جهاد جاهده أبطالها و أي ملاحم سجلوها فى جبين التاريخ بحروف النور , جهاد فى أسمى صوره ,
جهاد على عتبات المساجد , جهاد و النداء فيه لا إله إلا الله و الله أكبر , جهاد و صبر و إبتلاء و معارك
و رصاص و استشهاد و أسر و تضحية و فداء و رجال ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من
قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا . جنة ثرواتها نُهبت و تآمر عليها الأعداء و اغتصبوا
أرضها و نساءها و معادنها و حتى ترابها , و المسلمين عنهم فى إنشغال , أكاد أقسم أنه لم يقتل
مجاهديهم و يفتُّ في عضدهم أكثر من تجاهل عامة المسلمين لمأساتهم , لكنهم كانوا أبطال فى ساحات
الوغى , قاتلوا و استشهدوا بروح راضية و لسان رطب بذكر الله و جباه مرفوعة إلى عنان السماء .
و فى ظل المعاناة و الحرب و القتل و التشريد و ضيق الحال و الأهوال , ترى زهرة الحب تنبت و تتفتح
و لكن لا يمهلها العصف أن يعصف بها و يفرق أوراقها و تضيع رائحتها العطرة بين روائح القتل
و التعذيب الكريهة . هى مأساة بكل معانى الكلمة و وصمة عار فى جبين الإنسانية إلى أبد الآبدين ,
قسوة و وحشية و قتل بالآلاف و تعذيب و شنق و تآمر و قهر . تعرض هذه القصة أحداث الثورة
الإسلامية في تركستان المسلمة منذ أن دخلها الصينيون عام 1930 م إلى أن تقاسمها
الشيوعيون الصينيون مع الشيوعيين الروس .