تحميل رواية الشاعر والملك ل وليد سيف PDF
رواية الشاعر والملك – وليد سيف
3 شهور مرت على مصرع العبد, دون أن يقسم إخوته لعائلته نصيبهم من حق أخيهم في الملكية والنخل والإبل. ولقد كان العبد وإخوته قد أبقوا إرث أبيهم ً مجموعا, فيأكلون من خيره ً سويا.
فلما طال ذاك المسألة, وبدأت الهواجس تخامر وردة, وأرقها الرهاب على أبنائها من الفاقة, اضطر أخوها المتلمس إلى إعادة نظر الأعمام الثلاثة:والدي الربيع, وأبي حارثة, ّ والمرقش الأصغر.فردوه ّرد ًا ً قبيحا.وقد كان َ أغلظهم أبو الربيع الذي زعم أنهم إنما يحبسون ثروة أخيهم المتوفى حتى يصل أبناؤه سن الرشد, فإنهم حاليا لا يمكن لهمّ الفعل به, على أنهم لن يتركوا أولاد أخيهم في فاقة, فسيكفيكهم المتلمس عليهم, أغلظ أعلاه أبو الربيع, واتهمه
الشاعر والملك وليد سيف
حاجتهم. ّ فلما ّ ألح ّ بأنه يود أن َ يضطلع بـ الثروة لنفسه. فإذا لم يكون الأعمام هم أولياء الثروة,وقد كان أولاد أخيهم ُقصرا , فلا معدى من أن ّ يتولاه الخال!
ثم ّذكره ّ بأن أولياء الدم هم أولياء الملكية. على ذلك جرت العرب.
حكاية مستوحاة من سيرة الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد البكري، ومأساة روحه المعذبة بين إرادته الحرة وإرادة الجماعة التي لا تمنحه سوى بمقدار ما تسلية.. بين مصرع يتربص به على توقيته، وموت يبادره إليه بإرادته، فيستهلك ذاته باللذات واقتحام المجازفات الخطيرة.. فلا هو يمكن له أن يجعل الحياة على مثال ذاته، ولا هو يمكن له أن يجعل ذاته على صورة الحياة وناسها.