تحميل كتاب هل القلب للشرق والعقل للغربpdf – مهدي عامل
تحميل كتاب هل القلب للشرق والعقل للغربpdf – مهدي عامل
هل أفلت ذو “الإستشراق”، في نقده الفكر الإستشراقي، من ثنائية الشرق والغرب التي
يقيمها ذاك الفكر ذاته، ألا وهي ثنائية الذات الآخر؟ ما نظنه أفلت منها، إلا أن لقد أتى، بالعكس، نقده
الإستشراق محكوماً بها، ونهض على تربة الفكر الإستشراقي ذاته، بأن اكتفي بقلب هذه الثنائية، فأكدها،
فصار فيها الشرق هو الذات والغرب هو الآخر. ذلك ما أدى المؤلف إلى شرح ما ظنه إنزلاقاً في الفكر
الماركسي إلى مواقع الفكر الإستشراقي، ومن ثم؛ إلى مواقع الفكر البرجوازي المسيطر، بردّ ذلك الإنزلاق
المزعوم إلى مقولة العقلانية التاريخية، فغاب عنه أن تلك العقلانية التي هي المالية التاريخية ذاتها، هي
التي يميز الفكر الماركسي، في جديده المفترض الثوري، من الفكر البرجوازي، نقيضه الطبقي، الذي
ينفي، بالتحديد، عقلانية الزمان الماضي وطابعها الجوهري، ويجد هيئة في نفي وجود القوانين الموضوعية
التي تحكم حركة الزمان الماضي، لا سيما في وجوب وثباتها البنيوية وفجاءاتها الثورية.