تحميل رواية زهرة الجبال الصماء pdf – البشير الدامون
146
تحميل رواية زهرة الجبال الصماء pdf – البشير الدامون
صرخت مرارة كاوية ندت عن عمتي :
_ لقد قتلوا رفيقي و صيروني عمياء، ولا أعرف إن كان أخي حيا أم ميتا …
تشبثت أمي بأكبرهما سنا :
_ أين زوجي ؟
و هو يمسح جبهته من قطرات العرق، و يقبض على لجام البغل أجابها :
_ كأنه رفع إلى السماء أو ابتلعته الارض لا أثر له و لا أثر لشامة .
تساءلت من تكون شامة .
دونما اهتمام بهذا الاسم الذي شغلني صرخت أمي :
_ أين زوجي و من غيبه عني ؟ …
سكننا إنتظار عودة أبي . أصبحت أمي معظم الوقت ساهية تقول في حزن إن نارا حمراء تقيد في جوفها، و انها حائرة فلول عرفت أنه قال لسامحته أمام الله ، أما إن كان قد هرب مع معشوقته و تركنا لوحدنا في كدية الريح فوالله لن تسامحه أبدا . تلعن حظها ووالدي ذا الوجه الخمري، و العينين الملونتين بالاخضر و الكستنائي الفاتح، الذي أغرقت قلبها بحبه و لم تجني منه الى خيبة قاتلة . تشتكي لمن يزرنها من النساء و تتساءل كيف ستعيل لوحدها بنتا و أخت زوج أضخت عمليات .
بكل بساطة ، هذه هي أبهى حلة يمكن أن يتحلى بها الادب المغربي ، اذا كانت للرواية المغربية أصول ، فهذه هي أصولها ، هكذا فقط يمكننا أن نضع بصمة مغربية على العمل دون تشويهه و لا تعقيده ،
رواية أكثر من رائعة تستحق كل التقدير ، دائما هنالك إبداعات رغم قلتها تعيد إلى نفوسنا أمل الادب و الرواية المغربية التي كادت أن تندثر أكثر من مرة .
“لا حب دون تمادي و الى سيكون حبا ناقصا “
“أن أمك مريضة بمرض الغبن و الحنين ،إنها تحن لمن غبنها و ساعتها يكون الألم أشد “
من أبرز العبارات التي إستوقفتني ،
نعم إنها رواية عن الحب عن الفراق عن الغدر عن الكره عن الامل عن المعانات …خليط من الاحاسيس و الرغبات البشرية مجسدة في أبها حلة . كله بالرائحة المغربية الأصيلة .
نعم إننا في حاجة لمن يذكرنا أننا قادرون عن الحب ، ذلك أن أشد ما بات يفتقر له مجتمعنا هو الحب ، باتت نظرتنا له غارقة في المكر و الاشمئزاز ، كأن جنسنا حرم عليه أن يحب ،
الكاتب هنا يقول بلا ، نحن أيضا قادرون عن الحب و عن التمادي في الحب كذلك بل و نملك ثقافتنا الخاصة في الحب …
ثم من أبرز القضايا التي تثيرها الرواية ، قضية المرأة البدوية ، نعم إنها تجسيد لا مثيل له لمعاناة النساء بالريف ، تجسيد بلغ من الروعة قدرا لو إجتمعت كل الجمعيات و الهيئات و المؤسسات المهتمة بشأن المرأة لما بلغت مثيله،
إن هذه الرواية و قبل كل شيء هي هدية للنساء البدويات المجاهدات ، محاولة لوضعهن في موضعهن الصحيح ،
إن الرجل يحرف الحقيقة ، فالحقيقة ليست في كون المرأة نصف المجتمع بل هي المجتمع ككل ، مادام حديثنا مقتصر عن الريف ،
هي من تخرج مسرحية الحياة اليومية و هي من يمثل أدوارها و يتقمص شخصياتها و يهتم بأدق تفاصيلها ، بينما الرجل لا يزيد على أن يكون ذلك المتفرج الجبان الخمل الذي لا يجيد شيئا غير إصدار الأحكام ، لكن رغم ذلك ، لا قيمة للمسرحية من دونه, هذه فكرة رواية.
تحميل رواية زهرة الجبال الصماء pdf – البشير الدامون