أوشو في محيط محبتك الواسعة…
كيف تختفي جميع الشكوك والظنون؟
في نار محبتك الساطعة…كيف يحترق الخجل والخوف والجنون؟
في أشعة محبتك اللامعة…كيف تتبخر إدانة الذات وتتحطم الشجون؟
ما هو سر الحب وأبعاده….وما هي أسرار القلب العاشق المفتون؟
يا نور الحياة الحنون….الحب هو أقوى حل وتحويل، أقصر وأسرع سبيل…
الحب أعمق عِلم لإزالة أي ألم عند أي عليل…
إذا أحببتِ… ستجتمع طاقتك بكاملها وتتركز في نقطة واحدة…
نقطة تحرق كل الفضلات الداخلية، وتُشعل نار الفرح ونور السعادة في كل خلية… كيف تحدث هذه العملية؟
إن الشك يحتاج إلى طاقة… الخجل، الخوف، لوم الذات وإدانتها… كلها تحتاج إلى طاقة… فإذا كنتِ لا تحبين، في حالة رفض للحب ولغة القلب، ستستمر كل تلك الأشياء بالعيش على حسابك لأنك أنت تُغذينها بالطاقة… وتستمر حياتك من مرض إلى مرض بمنتهى الحماقة.
عندما تحصل معجزة الحب في جوهر قلبك، ستندفع جميع تلك الطاقات المبَدّدة المشتتة وتتوجّه كلها إلى الحب، تماماً مثلما تندفع جميع الأنهار من كل درب، لتلتقي في المحيط الواسع الرّحب…
هكذا يبقى الشك فارغاً… والشك دون طاقة يصبح ميتاً هامداً…
طاقتك هي التي تُبقيه على قيد الحياة.
الخوف والخجل وإدانة الذات… جميعها تحتاج إلى طاقة منك… تحتاج إلى دعمك ومساندتك… على المستوى السطحي تعتقدين أنك تريدين التخلّص منها، لكن في الأعماق الخفية أنت من يدعمها، وإلا لما وُجد أيٌّ منها…
إنها طفيليات تحتاج إلى مضيفها لكي تعيش وتستمر.
الحب يأخذ طاقتك بكاملها، فلا يبقى منها أي شيء لأي شيء آخر…
العشق لا يحدث ببطء ورِفق… إنه يأتي كالفيضان متدفقاً دَفق…
العشق يستولي على كامل كيانك، ولذلك يختفي كل شيء فيك غير مُوجّه إلى الحب النابض في وجدانك.
هذه ظاهرة بسيطة جداً بطريقة ما، ليس عليك إلا أن تفهمي أن للحب قوةً مغناطيسية جاذبة لا يمكن للشك أو الخوف أو إدانة الذات أن تمتلكها أبداً.
الحب هو حقيقة وجودك وجوهر حياتك…
أما باقي تلك الأشياء فقد أتت من خارج ذاتك…
الشكوك التي تغرقين فيها وتُصيب الكثيرين قد صُنعت من قِبل الناس الذين يُعطونك المعتقدات الجامدة ويُبرمجونك… إذا لم يكن لديك أي معتقد فلن يكون لديك أي شك… هل فكّرتِ بهذا من قبل؟
في إحدى المدارس الصغيرة كانت المعلمة تشرح للأولاد الصغار عن الصفات المطلوبة للدخول إلى الجنة وملكوت الله… وقد شرحت بجميع الطرق الممكنة لجعل التلاميذ يفهمون الموضوع:
ما لم ترمي الخطيئة والفاحشة والزنى والسيئات وتتخلى عنها كلها فلن تستطيع الدخول إلى الجنة.
وبعد الشرح سألت الجميع: “والآن، هل تستطيعون إخباري ما هو المطلوب للدخول إلى الجنة؟”