كتاب مدخل معاصر إلى فلسفة العقل – جون هيل
تذهب نظرية الهوية إلى أن الخواص العقلية متماهية مع الخواص المادية. وأطروحتي التي رافعت عنها في هذا الفصل تتفق مع هذا القول في ناحية: فليس ثمة خواص عقلية متمايزة عن الخواص المادية. ولكن من الواضح أن نظرية الهوية تخفق في ناحية أخري. فأصحاب نظرية الهوية يماهون التألم، مثلًا، بحالة عصبية معينة. وهك في ذلك يفترضون ضمنيًا أن التألم هو خاصة، في هوية مع خاصة نيورولوجية معينة.
إلا أننا قد رأينا أن من الخطأ تخيل أن كل محمول يستخدم بحق لعزو حالة عقلية إلى كائن ما يسمي خاصة يملكها ذلك الكائن وأي كائن (أو كيان) آخر يسري علية ذلك المحمول. إن المحمول يصدق على كائنات متنوعة وهو يدق عليها بفضل الخواص التي تملكها، ولكن لا يترتب على ذلك أنه يصدق عليها بفضل امتلاكها نفس الخاصة بعينها (أو خاصة مشابهة تمامًا) هذا هو درس المذهب الوظيفي. يوضح النقد الوظيفي لنظرية الهوية أنه من المستبعد أن هناك خاصة نيورولوجية مفردة تفي بالمحمول “هو في ألم” إلا أن الإجابة الصحيحة ليست أن نفترض أن “هو في ألم” يتعين لذلك أن تسمي خاصة من مستوي أعلى أو من الدرجة الثانية.