كتاب الخيال أفضل من آلة حادة – ماري أوليفر
أي بؤسٍ أنْ تكون خائفًا من الموت
أي شقاءٍ أنْ تؤمن فقط بما يمكن إثباته
عندما أصدرتُ صوتًا صغيرًا
نظر إلىَّ، ثم تجاوزني بنظره
ثم ارتفع
والجناحان الهائلان الفخمان، كما قلتُ
مكلّلان بالنار
إحدى أهم المآخذ التي أخذها النقاد على ماري أوليفر، هي أن قصائدها احتفالية وامتنانية ويقينية، لا مكان فيها لقلقٍ وغموضٍ وظلٍّ وتورية، والشعر ليست وظيفته أن يطبطب ويُربّت على كتف الإنسان، بل أن يزلزل وعي الناس، وأن الشعر معنيٌّ بالسؤال لا الجواب، لكن تبقى تلك التحفظات الأفانغاردية برغم إغرائها، ليست محل إجماع، فأنا على المستوى الشخصي مثل آخرين كُثُر، وبرغم انحيازنا إلى التجريب والمشاغبة والكشف المتواصل عن آفاق جديدة للتعبير الشعري، فإننا كثيرًا ما نتوق إلى شعرٍ واضحٍ ومباشرٍ أحيانًا، وكثيرًا ما نتعب من السؤال، ونرغب ولو كذبًا، في سماع جواب ما، ولعل هذا ما يجعلنا نَحِنُّ أحيانًا إلى شعرٍ يُسمّي الأشياء بأسمائها ويقدم إجابة ما، سواء تلك الإجابة قالها شخصٌ كالنفري وابن الفارض والخيام، أم قالها شخص كألين غينسبيرغ أو مظفر النواب أو أمل دنقل.