رواية بيت الرمان – أوسكار وايلد
رواية بيت الرمان – أوسكار وايلد
في عام 1891، جمع أوسكار وايلد أربعة من حكاياته الخرافية في مجموعة واحدة تحت عنوان “بيت الرمان”. وهي مجموعته الثانية بعد “الأمير السعيد وقصص أخرى” التي نشرت عام 1888. ومن اللافت للنظر أن أيًا من حكايات المجموعة لا تحمل عنوان “بيت الرمان”، ولا تحكي عن الرمان صراحة، بل اكتفت الحكايات بالإشارة لثمار الرمان وأشجاره إشارات طفيفة فقط. وتعد هذه الإشارات عنصرًا رمزيًا لتوحيد الإطار العام للحكايات الأربعة.وبالرغم من كونها حكايات خرافية، إلا أن وايلد قال ذات مرة أن هذه المجموعة “لم تكن موجهة لا للطفل البريطاني، ولا للشعب البريطاني”. وقد صورت صفحة العنوان في الطبعة الأولى من الكتاب صورة بيرسيفوني وهاديس وسط بستان من شجر الرمان، في إشارة صريحة للأسطورة التي استمد منها وايلد رمزية الرمان الذي استغله في حكاياته. وتقول الأسطورة أن هاديس (رب العالم السفلي) اختطف بيرسيفوني، ابنة زيوس وديميتر (ربة الطبيعة والنبات عند الإغريق). فحزنت ديميتر على فراق ابنتها؛ فأجدب العالم. حتى تم الاتفاق على عودة ديميتر لوالدتها. إلا أن هاديس كان قد تزوجها، وأطعمها بعض حبات الرمان؛ بحيث يضمن عودتها له. فصارت تقضي جزءًا من العام مع هاديس في العالم السفلي، وتعود لوالدتها في الربيع، حين تزدهر الحقول والأشجار.
لذا فمن الممكن اعتبار حكايات “بيت الرمان” تنويعة أسطورية على حكاية السقوط والخلاص، حيث يحل الرمان محل ثمرة التفاح في الحكاية الدينية المتعارف عليها. يسقط أبطال حكايا وايلد من عالم البراءة إلى عالم من العذاب والألم. ولا يجد القزم في حكاية “عيد ميلاد الأميرة” والصياد في حكاية “صياد السمك وروحه” الخلاص إلا من خلال الموت نفسه. بينما يجد الملك في حكاية “الملك الشاب” الخلاص عندما يدرك حقيقة العذاب والألم، وينجو الطفل في حكاية “ابن النجوم” عندما يختبر بنفسه آلامًا عظيمة تنهي عمره في سن مبكر.