كتاب رفرفة – بشرى خلفان
“هل كان للحمامة خيار عندما رأت الباب مفتوحا؟ كان خروجها في حدّ ذاته أمنية. كنت أرقبها تخطو في تردّزها نحو الباب الضيّق. تملصت، عرفت طريقها. كان كل ما فعلته أني فتحت الباب، أما هي فقد استجابت لغواية الأفق.. يا إلهي! كم كان الأفق مزهوّاً بخفقات الأجنحة!”.
“آه يا أمي، لو قلت أنك لمحت تلك النظرة في عيني الحمامة، لو لمحت تجلي الشغف في خفقات الجناح، أو تلك الخفة.. تلك الخفة التي سحبت بها، كان الهواء ناعما، أحسست به يداعب ريشها، أحسست به يداعب غزب البدن، وحتى النشوى التي اعترتها، كانت تسري في دمي كالموسيقى، كدقات الدفوف، كرنين الصاجات”.