تحميل كتاب حدود المادة – يلمار فورش pdf
تحميل كتاب حدود المادة يتقصى ذلك الكتاب التغيراتِ التي طرأت على رأي المادة، في القرنيْن الـ7 عشر والـ8 عشر، فلقد خِيضت -خلال فترة هذه المرحلة- معارك ثقافية بخصوص طبيعة الواقع، في أرجاء أوروبا سائر. وقد كانت هذه الاشتباكات العسكرية جزءاً لا يتجزأ من الحَراك الثقافي، الذي تمخّض عن «عصر التنوير».
ويُبَيِّن الكتاب إسهامَ الكيميائيين في بيان التنوير عبر إسترداد توضيح مفهوم مكونات الطبيعة، ونفي الأبعاد الغيبية عنها. خسر استتبع ذاك تغيُّرٌ معرفيٌّ هامٍّ جرى في الثقافة الأوروبية، أسفر عن تشكُّل نهج الكيمياء الحوار، فحين يُآب توضيح مفهوم المادة، وتُعطاء حدوداً قريبة العهد، تتبدل الأفكار المرتبطة باللاماديِّ، والعالم الروحي، وتنتقل إلى فضاءٍ أجدد. لقد أفضت السيرورة التاريخيَّة للنظر في المواد المعدنية وتفحصها -في هذا الدهر- إلى انفصال الكيمياء عن الأعمال غير العلميَّة، التي تتمثل في جملة من تقاليد الخيمياء والسيمياء الفائتة.
ويركز ذاك الكتاب على «مديرية المناجم السويدية»، والتدابير المعرفية التي طبَّقتها، محدِثةً اختلافها في التوجه الأوروبيِّ. ويتتبع -أيضاً- سِيَرَ الرحَّالة من تلامذة المعرفة التعدينية، الذين أوفدتهم المديرية، وما رووه في تقاريرهم ومراسلاتهم وكتبهم.
ويأكل الكتاب الجدال الدائر في الأوساط العلمية السويدية، وانتصار تغليب المكسب النقدية على ما دونها في خاتمة المسألة، وهو الذي يعيد -من زاوية- توضيح مفهوم التنوير، بصفته كلامًا نفعيًا في جوهره، على عكس الصورة الروتينية السائدة عنه، أنه ثورة عقلية وثقافية في مواجهة الجهل والغيبيات ليس إلا.