تتمحور النظرة السائدة اليوم فيما يتعلَّق بفعل النقد كممارسة عملية عند القرّاء في التركيز على النصوص، والإسراف في تتبع جماليّاتها وعثراتها، والتمييز بين الجيد والرديء منها. وعليه، فإن الذائقة الجيّدة هي تلك التي تستمتع بالجيد منها والعكس بالعكس. ماذا نستنتج عندما نقلب هذه العملية؟ ماذا لو صوَّبنا تركيزنا نحو القارئ وأنماط القراءة؟ هل يمكن تصنيف الكتب بحسب جودة فعل القراءة، فتكون الكتب الجيدة هي تلك التي يمكن قراءتها بطريقةٍ ما، والكتب السيئة هي تلك التي تُقرأ بطريقةٍ أخرى؟

يندرج هذا الكتاب ضمن نظريات التلقي واستجابة القارئ؛ إذ يتقصَّى أنواع القرّاء وصفاتهم وطرق قراءاتهم، ومقارنتها بالفنون الأخرى كالرسم والموسيقى، لغرض الكشف عن سلوكيات تلقٍّ مشتركة بشكلٍ تشريحي وتفصيلي، وأيضًا الممايزة بين القرّاء في جوانب متعددة كالشِّعر والفنتازيا والأسطورة وغيرها.