تحميل كتاب الكتابة بالقفز والوثبpdf – عبد السلام بنعبد العالي
تحميل كتاب الكتابة بالقفز والوثبpdf – عبد السلام بنعبد العالي
كتاب الكتابة بالقفز والوثب – عبد السلام بنعبد العالي
تلا على متن الكتاب مقولة لمارتن هايدغر، أتى فيها مادام ذاك الكتاب باقياً أمامنا من إلا أن يُتلا، فإنه يكون تجميعا لمقالات ومحاضرات. أما فيما يتعلق لمن يقرؤه، فإن بإمكانه أن يغدو كتاباً جامعاً، أي احتضاناً واستجماعاً لا يكون في عوز لأن ينشغل بتشتت الأجزاء وانفصالها عن بعضها.. إذا كان المؤلف محظوظاً، فإنه سيحدث على قارئ يُعمل الفكر بينما لم يُبال فيه عقب».لا تستهدف الكتابة «بالقَفْز والوَثْب»، إذنْ، ملخص بيان، و«زبدة» بال، وعلى على الرغم من هذا، فهي ليست نظرة «خاطفة»، ولا هي توقُّف وعدم حراك. إنها «موجود» متحرِّك، حتَّى لا نقول هارباً. فهي تُومِئ إلى إتجاه، من ولكن تدلَّ على سبيل.
من الكتاب:
… كان لذا وَقْعٌ على «الحال» الأنطلوجي للواحد. فكون الڨيروس قادراً على الانتقال، في أيَّة لحظة، من بدن إلى أحدث، يجعل كلَّ جسم من أجساد الجماعة مجرَّد حلقة عضوية في إطار سلسلة، تنبسطُّ بين «الأشخاص»، وهي حلقة لا خارج لها. ها هنا لا تكفي الفرادة المعنوية للواحد، بغية تفصله عن الآخرين، وتُميِّزه عنهم، فيصبح مضطرَّاً إلى «تصنيع» مسافات تُبعده سيطرَّا عداه، و«تعزله» عن «الآخرين» الذين لم يعودوا، في الواقع، آخرين بالمعنى المعهود، وإنما غدوا امتداداً للذات. من هنا ذلك الإحساس الغريب الذي عم الجميع منذُ انتشار الجائحة بأن الشخص لم يحتسب مسؤولاً سيطرَّا يتضح فوقه من مظاهر واقترانات. لم يعتبر الشخصيات مسؤولين، كلٌّ عن بدنه، وإنما عن بدنٍ غريب، لا يختصُّ شخصه، وإنما هو جسم واسعٌّ عبر كلِّ الآخرين، موصول إليهم. صحيح أنه يلجئ إلى عزله عنهم، واتِّخاذ مسافات من ضمنهم، إلَّا أنه لا يكفل أنهم جميعُهم سيتصرَّفون على النحو ذاته بذاك الجسم الواسعِّ الذي صار يتقاسمه برفقتهم. حينما كان الواحد يصاب بمرض لا «يعنيه» إلَّا هو وحده، كان يمكنه التَّحكُّم فيه تحمُّلاً وعلاجاً وصبراً ومكابدة، كان يتحمَّل متولي مسؤليةَّته، كانت له «هُوِيَّة صحِّيَّة» تتحمَّل مسئوليَّتها الأخلاقية. أمَّا وقد يوم غد «جسمه» الموبوء حلقة في سلسلة واسعَّة، فإنه لم يعتبر قادراً على القول: «أنا جسدي» على حاجزِّ قول ميرلو بونتي