القرية كانت طيبة وأصابها وابل من السماء.
هل السبب أنهم وافقوا وأعطوا الفرصة لـ الغرباء لـ جِيرتهم؟ يقول بـ أن عزبة الغجر ورم أصاب أحد أطراف القرية وتسلل ونخر الجسد نفسه. لقد استقروا وارتفعت بناياتهم. داروا أفعالهم وتجارتهم الخفية وراء قهوة تفتح أبوابها ليلًا ونهارًا. روادها من القرية أو من القُرى المجاورة في ذلة ومسكنة، كان كبيرهم يُردد: علينا أن نغسل وجوهنا بـ ماء الذُل ونُرصع شفاهنا بـ كلمات التذلل المُنافقة الكاذبة. نُهلل ونُبارك مُذلينا… على الجانب الآخر يقفون مُتحفزون. يحفظون كتاب الله. يُطوعون الشرع والسُنة وفق أهوائهم، فـ كلمات الله سوط في أيديهم يلهبون به أجساد البشر. من يُجابههم فـ خارج عن المِلة والدين، وكانت مذبحة بـ كُل ما تحمل من معنى راح ضحيتها خمسة من ظُباط الشرطة ومئة وواحد مُجند واِثنى عشر مدنيًا تواجدوا في ميدان المعركة بـ الصُدفة، كانت ليلة عيد الأضحى بعد مقتل الرئيس السادات بـ يومين اِتنين فقط حياة مُملة مُكررة. أليس الموت أفضل؟ ننتظر صفعات القدر أم صفعات الآخرين أو صفعات أنفُسنا وقلوبنا المريضة؟ وفي الغالب وفي النهاية نستسلم شئنا أم أبينا.ناقمون ونفُتش عن مخرج في سبيل … نخدع، نكذب، نسرق، ونُقنع أفعالنا بـ قِناع التقوى والإيمان. الغالبية العُظمى منهم يلعنون القهر والظُلم. كلماتهم تتردد في حياء وبـ صوت خفيض يقترب من الهمس. كـ أنها حبات مطر صغيرة تتساقط على أرض ظمأى تشتاق لـ عدالة السماء، ماذا لو تتجمع كُل حُبيبات الأمطار الصغيرة وماذا سـ تكون النتيجة؟ متى نُحرر عقل الإنسان ونُحطم القيود التي تُكبله… هل نَكسر الجماجم؟ جماجم قد غلب عليها الصدأ، الأفعال التي يأتيها أصحابها تعكس عفنًا وعطبًا، أنُغيرها أم نغسلها ونُعيد تركيبها من جديد؟
كُل عقل يظن أنه أفضل العقول في الدُنيا قاطبة.
تحميل أنا القانون pdf طنطاوي عبدالحميد طنطاوي