تحميل كتاب أبي الذي أكره pdf – عماد رشاد عثمان
تحميل كتاب أبي الذي أكره pdf – عماد رشاد عثمان كانت أصواتهم تطل من وراء قضبان السجن، كل زنزانة لها ذائقة خاصة، لها بصمة الجُرم، ولكن في الحقيقة أنهم كانوا جميعًا أبرياء.
وكان سجنهم (الجُرم الذي لم يرتكبوه)، ولكنهم تشربوه، فصار يقيدهم ويمنعهم من تحقيق ذواتهم.
لم يكونوا يدركون أن أبواب الزنازين مفتوحة، وأن بإمكانهم الفرار، فقد أَلَفوا هذه الزنازين فلم يتصوروا يومًا أن بالإمكان الهرب، وأن لكل منهم حياة رحبة خارج زنزانته.
كيف وقد صنع الزنزانةَ أحباؤهم؟!؛ آباء وأمهات، أو أعمام وخالات، أو معلمون ومشايخ وقساوسة ورموز مجتمعية، صنعوا الزنازين باسم الحب أو المصلحة.
حتى قرر أحدهم يومًا أن يتجرأ ويدفع الباب قليلًا لينفرج، ويدخل بصيص من نور التعافي، ثم تجاسر أكثر وخرج للممر هناك حيث زنازين الألم، ثم غامرأكثر وصاح في المحبوسين أن هناك نورًا خارج الأقفاص، وأن الحياة خارج السجن ممكنة ومكفولة وليست محرَّمة عليهم كما يظنون!
وحينها فُتحت الأبواب ببطء، وخرج الحبيسون، ليلتقوا هناك في الطريق إلى الطريق، في رحلة الهروب خارج السجن.. السجن الناعم!
وفي ذلك الممر نقشوا حكاياهم مع التعافي وكتبوا قصص تشافيهم على الجدران، وأعلنوا كيفية الهرب لكل من ألقته أقداره يومًا في سجن كهذا.
ومن تلك النقوش كان هذا الكتاب.
تحميل كتاب أبي الذي أكره
حسنًا؛ إن عزمت على قراءة تلك المُراجعة بتبعها قراءة ذلك الكتاب، فعليك أن تُعد عُدتك، أن تكون مُدرك تمامًا أن غياهب ظلمات قلبك، و ثقب حياتك الأسود الذي يمتص طمأنينتك سيُفتح على مصراعيه، أنت على موعد تطهير ذلك “الخُراج” المُلوث بقاع قلبك، اللحظة التي ستمر عيناك على الأسطر، سيخرج “صديد” أسرارك الدفينة وستتم عملية التطهير.
لكن ليس هناك أبدًا شفاء دون تَجَرُع الدواء؛ الذي ربما يكون مرًا يترك غصة في النفس.
*علمتنا بيئة الإساءة أنّه لايحقُ لنا أن نثور أو نرفض أو نغضب. لقد تم تقليم أظافر مشاعرنا كلها، وتعلمنا الكبت والمواراة ، وكان الغضب أحد الأحاسيس التي طُلبنا بقمعها، فقمنا بنفيه لجزيرة معزولة داخلنا مع العالم الخارجي أو هكذا حاولنا أن نضع الغضب تحت الإقامة الجبرية.
لا يوجد مجالٌ لإنكار أن الاغلب قد تم قمعه في طفولته بأساليب كثيرة كما يقال السم في العسل بكلمات ” انا عاوزك تطلع قوي ماتعيطش” ، “لازم تبقي قوية، فبلاش تخرجي مشاعرك”!
كتاب أبي الذي أكره – عماد رشاد عثمان
في هذا الكتاب يُفرِد لنا كيف قُمعنا بداخل أرواحنا، كيف تم قص أجنحة طيور أرواحنا، كيف كنا مُجرد عرائس بخيوط بأيدي الآباء !
لكنك بالنهاية ستشعرُ بحنان من التعافي “بطبطبة على روحك المُنهكة، على عينيك الباكية الضائعة”.
ستجدُ الملاذ، ستجد بداية خيط خروجك من الشرنقة.
**”التعافي للشجعان؛ والشجاعة ليست في عدم الخوف، و إنما في اتخاذ القرار و فِعل الفعل رغم الخوف..ان تُقدِم على الأمر و رجلاك ترتعشان وقلبك يرتعد ولكنك تفعلها.”
***”المجد لنا، فليس علينا ان نخاف ثانية.
فإنه فقط عبر الألم يمكنك ان تحقق المجد لذاتك.
إنما الملوثون حقًا هم اولئك الذين لم يُمسوا، ولم يُحرقوا، ولم يُذبحوا.
اولئك الذين لم يتم تمزيقهم يومًا ربما هم من ليس لهم قيمة قي ذاتهم، وليس لهم مكان في هذا العالم.
فهم راقدون نيام بغفلتهم!
~الجميل للغاية هنا دمج الأسلوب الأكاديمي لمحتوى الكتاب باللغة العربية الرصينة، والأسلوب الادبي الرائق، فأضفى بهاءً وجمالًا عليه، كتاب يُقرأ ويُقرأ.
خمس نجمات دون انتقاص