تحميل رواية هجرة إلى تل أبيب pdf – محمد محمود
تحميل رواية هجرة إلى تل أبيب pdf – محمد محمود أبو يوسف كلية العلوم جامعة محمد الخامس بمدينة الرباط المغرب الربع الرابع من عام 2011 (الكوشر) هو من أثار الريبة حول يوسف بهذا اليوم، فكما لدى المسلمين لفظ (حلال) لدى اليهودكلمة (كوشر). الجميع يعلم مدى حرمة أكل الجمبري والكابوريا والأرانب عند اليهود بسبب عدم امتلاك الأول والثاني زعانف وحراشف، أما بخصوص الثالث فيكفيهم أنه يحيض وهذاكاف لديهم لتحريم أكله، لكن معظمهم لا يعلم عدم جواز تناولهم منتجات الحليب مع اللحم، فيشترط مرور ست ساعاتكحد أدنى بين تناول أي منتج من الحليب وتناول اللحم،كما أن منهم من يخصص أواني للحليب وأواني للحم. يوسف شاب في أواخر العقد الثالث من عمره، الأسود الداكن الذي يغطي شعره الكثيف مع اسمرار مقلتيه أضفى عليه جاذبية لا بأس بها خاصة مع امتلاكه قواما رياضيا كما أنه هادئ الطباع، وهذا الهدوء بالاضافة إلى قلة الحديث يبقيانه غامضا مما يزيد من جاذبيته. كعادته منذ قدومه إلى الجامعة كطالب بمرحلة الماجستير وهو يقضي كل وقت فراغه بالمعمل.
يوسف تميز بالانطوائية منذ قدومه إلى الجامعة بداية العام الماضي، كما أنه أبهر جميع أساتذته بالجامعة بتفوقه وذكائه غير المعهود. ظل الذكاء والانطوائية هما كل ما يميزه عن غيره حتى يوم الزيارة إلى واحة بوشنيول الواقعة بقرية مرزوكة بشرق المغرب، رحلة علمية نظمتهاكلية العلوم قسم الجيولوجيا لطلبة الماجستير وطلبة السنة النهائية، وخاصة حين بدء تناول الطعام، حيث أن الرحلةكانت شاملة وجبة واحدة، ألا وهي (الكسكس). (الكسكس) سر كشف المستور. مع معانقة أشعة الشمس للكثبان الرملية الكثيفة بواحة بوشيبول بقرية مرزوقة، بدأ قسم الجيولوجيا منكلية العلوم بجامعة محمد الخامس رحلتهم العملية، فبدأ بروفسيور دافيد شرحه لطبيعة الأرض الواقفين عليها، إستمر هذا الشرح لعدة ساعات، إنتقلوا خلالها من موقع لآخر داخل الواحة، ثم بعدما إنتهى من الشرح طلب أن يحضر كل منهم عينة التربة من أجل أن يجروا عليها بعض الأبحاث بالجامعة، ثم ذهب الجميع إلى راحة داخل خيمة بدوية حتى جاء وقت الغداء.
رواية هجرة إلى تل أبيب – محمد محمود أبو يوسف
وضع الطعام، ولسوء الحظ كان الكسكس وهو من أشهر الوجبات بالمغرب حيث حرص القائمون على هذه الرحلة على جعلها مميزة في كل شيء من حيث الاستفادة العلمية والترفيهية أيضا، و هذا لوجود بعض الأجانب بالرحلة، فكان لابد من اختيار وجبة شهيرة لتناولها، والكسكس يعتبر أشهر الأكلات المشهورة بالمغرب بل هو مرادف لها عند الأجانب ولتوفير عناء الشرح فهو (الكسكسي) بمصر لكن بالمغرب يقدم أحيانا باللحم مرفقا بأكواب الحليب. يوسف فوجئ بتلك الوجبة، فحاول إخفاء امتعاضه منها عن الجميع، حيث مر على إقامته بالمغرب فترة ليست بالقصيرة لكنه حاول خلالها اجتناب أي تجمعات بها طعام حتى لا يصادفه مثل هذه الأكلات، لذا قرر أن يأكل الكسكس دونً المساس بكوب الحليب، لكن ربما بطريقة لا إرادية أزاح الكوب بعيدا عنه، فلاحظ جميع زملائه