تحميل رواية ملحمة الهروب إلى الموت pdf – حسن بريغش
تحميل رواية ملحمة الهروب إلى الموت pdf – حسن بريغش لا يكاد الإنسان السوري يفارق موتاً حتى يعانق بديلاً له، فمن يوميات الثورة، إلى عنف النظام الحديدي، إلى عنف العسكر، وزنزانات السجون، مراحل مسربلة بالدماء، مسكونة بالقسوة، منطوية على أصوات الطائرات والمدافع والنيران؛ مشهدٌ يبدو ككابوس عبثي، ممتد، لا فكاك فيه للرواية العربية من نوازع الكشف عن حدة الصراع الجاري وآثاره على البلاد والعباد. ذلك هو ما تنبئنا به الرواية التي واكب خلالها الكاتب “حسن بريغش” أحداث الثورة السورية من خلال الوقوف على تفاصيل يوميات النكبة التي تعرضت لها عاصمة الثورة السورية “حمص” ومن خلال النشاط اليومي للثوار ومؤازرة الجماهير لهم عبر الخروج في تظاهرات حاشدة تنادي بالحرية والاستقلال وإسقاط النظام.
من هنا يبدو الواقع المحلي، الذي تعاينه رواية “الهروب إلى الموت” أشبه بمشهد جنائزي، فكل مقومات الموت حاضرة، أما من يريد البحث عن الحياة، فما عليه إلا البحث عنها خارج حدود الوطن، عبر هذه المتاهة تسلط الرواية الضوء على رحلة هروب عائلة سورية من مدينة حمص إلى لبنان ومن ثم إلى مصر وأخيراً إيطاليا عن طريق البحر؛ الذي هبت رياحه ليقذف بالمركب الذي يقل سبعون شخصاً في البحر.
من أجواء الرواية نقرأ:
رواية ملحمة الهروب إلى الموت – حسن بريغش
“مع انتهاء كلماته، بدا المركب بالصعود على موجة عالية جعلت كل من على المركب يمسكون أنفاسهم حد الموت من شدتها ومن شدة ما يتوقعونه بعدها، كان محرك المركب يئنُ بشدة وهو يدفع هذا الثقل المضاعف في مقاومة البحر، لحظات مرت على الجميع كأنها سنوات، انقطع الجميع عن عالمهم وانتقلوا إلى عوالم يملؤها الخوف والرجاء. عوالم يختلط فيها الإحساس بالحياة والموت معاً. كانت الصرخات كلها تنادي يا رب. هوى بعدها المركب بشكل عنيف جداً باتجاه القاع. ومع ارتطامه بالقاع، علت موجة ماء كبيرة المركب غطته بالكامل. وكان نصيب هذه الموجة أكبر من التي سبقتها. حيث جرفت معها أكثر من عشرين شخصاً ممن كانوا على سطح المركب، علت أصوات البكاء والنحيب، وبخاصة لمن هم في داخل المقصورات، فارتطام المركب وشدة حركته أدت إلى ارتطام الكثير منهم ببعض، وأدى ببعض النساء والأطفال إلى السقوط كالدمى بعضهم على بعض، والكثير من البكاء والدعاء، عدا عن كثير من الإغماءات.