الأمطار كانت شديدة تلك الليلة.. رائحة الشتاء و البرد العطرة وصلت لأنفها نظرا لتركها النوافذ مفتوحة على الرغم من برودة الجو.. انفتحت عيناها اللتان جاهدت لجعلهما مواربتين لساعة واحدة فقط بعد صراع موحش مع الأرق الذى إجتاحها بتبجح منذ سنوات.. تتوسل إلى النوم و تحايله بكل الطرق الشرعية و الممنوعة لكنه لا يرضخ لنعاسها و يأبى الإستجابة.. كانت السادسة صباحا حين إستيقظت فعليا. تسللت لطرف السرير الأيسر دون أن تقف لتغلق النافذة.. نظرت بجانبها و رأت الوحدة و الوحشة و الخوف.. سرير خاو و غرفة خاوية و بيت بأكمله خاو لا يتبقى فيه سوى أمها.. حاولت النسيان و فشلت. لا, لم تفشل.. هى لم تحاول النسيان من الأصل, لأنه ليس كل شئ قابلا للنسيان و بالإمكان وضعه فى خانة الذكريات