تحميل رواية متاهة حواء pdf – برهان شاوي
تحميل رواية متاهة حواء pdf – برهان شاوي
نزلت من القطار… مشت في الثلج… بلغتْ إلى البئر.. رأت دلوًا عالقًا بها… أنزلت الدلو إلى قعر البئر..، بل البئر
كانت عميقة جدًا..! وأخيرًا سمعت ارتطام الدلو بسطح الماء.. سحبتْ الدلو إلى الأعلى.. إستمرت تسحب الدلو
طويلًا.. إلا أن ما أن أصبح قريبًا منها حتى أسقطته على الفور، حيث كان الدلو مليئًا بماء أسود..! ومن أعماق البئر أتت أصوات قهقهات
ساخرة… هربت من البئر ولاذت بالقطار ثانية..!.
ما أن صعدت إلى القطار حتى تأكدت على نحو قاطع إلى أنه لا واحد من في القطار سواها..!! أُغلقتْ الأبواب من تلقاء ذاتها،
وبدأ القطار بالحركة…! ارتفعت سرعته بأسلوب جنونية.. شعرت وكأن القطار بدأ يرتقي عن السكة الحديدية، ويتلوى في الرياح مثل ثعبان حديدي ضخم الحجم… واستمر لبرهة لا يمكنها تقديرها.. وبعد مرحلة انخفض كافةًا على
بحيرة ثلجية.. إستمر القطار يدور بشأن محيط البحيرة الجليدية..، ثم بدأ بحركة دائرية متداخلة في وسط البحيرة مشكلًا رقم ثمانية مثلما يُكتب في اللغات الأوروبية.. حركة مقفولة لا بوابات فيها.. ثم فجأة.. زادَ القطار ثانية إلى الفضاء.. وظل
يلتف حتّى إنخفض مرة ثانية على السكة الحديدية…!
فجأة.. دخل القطار نفقًا في أعماق منطقة جبلية.. وبالرغم من أن القطار كان فارغًا إلّا منها، ولقد سمعتْ صراخ أطفال
مرعوبين..!! .. لم تعرف من أين يجيء ذاك الصراخ.. فالظلمة كانت دامسة ضِمن النفق.. ولم تكن ثمة إضاءة في نطاق القطار..!!.. فجأة.. خرج القطار من النفق المظلم.. ومع خروجه انقطع صوت صراخ الأطفال المرعوبين، لكنها سمعت
بكاء ولد وحيد يجيء من السيارة المتاخمة.
حين فتحتْ باب السيارة المتاخمة رأت مهدًا عارم المقدار.. يرقد فيه صبي، لكنه ليس ولدًا وإنما مسخ ضخم..!! .. كان غلامًا-
مسخًا رأسه جسيمة جدًا..، فيما جسمه لا يتخطى قدر الكف…!.. كان الغلام ينظر إليها بعينين واسعتين جدًا.. إنه أشبه بكائنات الفضاء التي كانت تراها في قليل من الأعمال السينمائية.. فجأة اختفى الولد الصغير، وتَبدل إلى ممنهجة مصغرة
لزوجها آدم اللبناني، لكنه كان بقرنين صغيرين على قمته.. فزّت مرعوبة، في الوقت الذي كان جرس باب السكن يرنّ.
استعاذت بالرحمن من شر ذلك الكابوس.. وقفت على قدميها متسللة خارج الحجرة.. وحالَما فتحت الباب وجدت قابيل في مواجهتها.. كان حليق الوجه، فواح الرائحة، حيث بخ على وجهه الكمية الوفيرة من العطر، وقد لبس فانلةًا نقيًا