يمكن القول عن (شعب يوليو) إنها رواية بالمعنى الحديث، حيث لا عقدة تحل، وإنما هي أحداث تزداد تشابكا فقط، أو هي فصل في حياة بعض البشر. وربما كانت كذلك لأن الأحوال في جنوب أفريقيا قبل 1990م كان هذا شأنها دوما حيث لا تنتهي الأمور إلى حلول حاسمة، بل مزيد من التشابك على اختلاف صوره الذي يخف شيئا ليحدث بعده مزيدا من التشابك.
تنتهي رواية (شعب يوليو) ولا يظهر في الأفق حل للعائلة البيضاء لمغادرة قرية يوليو، بل يظهر في نهاية الرواية شيء من الاعتياد والمقاومة عند (مورين) بطلة الرواية، وكأن في ذلك إشارة إلى وجوب التعايش وقبول الآخر بكل ما يحمله كل طرف للآخر من مؤاخذات ومشاعر متناقضة أو محايدة.
إن (جورديمر) بأسلوبها الغامض شيئا، ترصد بطريقة تسجل التفاصيل الدقيقة هذه العلاقات الشائكة بين جنسين بشريين متناقضين يرى أحدهما نفسه أنه الأكثر تحضرا وإن زعم غير ذلك، ويرى الآخر نفسه أنه أقل وأدون وإن حاول غير ذلك.
هذه الرواية حلقة من حلقات هاجس (جورديمر) الأكبر في رصد العلاقات البيضاء السوداء في ذلك المجتمع المختلف الغريب عن باقي مجتمعات العالم.