تحميل رواية حارس كهف الشيطان pdf طنطاوي عبد الحميد طنطاوي
مُنذ طفولته اِعتاد الهروب من المدرسة لـ يلحق بـ حفلات السينما الصباحية، عاشق لـ أفلام الغرب الأمريكي والمُغامرات، أما أكثر ما ينام في مخيلته فـ هي أفلام السندباد والكنوز الذهبية التي يسعى خلفها. تُطالعه صورة الخليفة هارون الرشيد بل تنام معه في أحلامه. صار غنيًا وخليفة وسُلطانًا. كيف؟؟؟ رغم سنه المُبكر يكره هذه الحياة. يشعُر بـ أن الموت والحياة مُتساويان فـ ماذا يُضير؟ هل تدوم الحياة؟ وهل يُخلد إنسان؟ يستخف بـ الحياة؟ لا تخف، لا تُفكر كثيرًا. فـ الرجل إذا تفكر وجل وجبن. لا تخف ولا تجبن.
يذهب إلى كهف الشيطان ويدخل رغم الخوف. ينظُر من فوهة الكوة وفي ضوء المصباح تتلألأ اِشعاعات مُرتدة من اشياء ذهبية ذات أشكال مُختلفة، يعُيد النظر لـ يتأكد من صحة ما يراه. أكبرها عبارة عن قط يجلس على خلفيتيه. إنهما أكثر من قط. قط عن يمين وآخر، عن يسار. ثِمة تماثيل صغيرة كُلها تلهج بـ البريق الأصفر الذي يأخذ بـ الألباب.
ينظُر لـ المرأة التي تكبره كثيرًا، اِنها إمرأة دسمة جميلة تشع البهجة من مُجرد رؤيتها، شفتاها، عيناها، يتزوجها، تتنامى ثروته. ملايين الملايين في حوزته وملايين في خزينته وأملاك وأراضٍ تفوق ما كان يطمع فيه. الملل كثيرًا ما كان يتسرب داخل نفسه. لماذا، هل لعنة حطت فوق رأسي؟ التغيير مطلوب، تزوج ممن تكبره فـ كان الطمع هو الأساس فـ شاخت معه مشاعره وماتت. تزوج الثانية وتغافل عن ما يجيش به قلبها. رُبما دفعوها دفعًا لـ الزواج به طمعًا. عِندما شاهد البِكر البتول. الصفاء والجمال وال عبير، تنتشي نفسه في بُستان العِشق ويشعُر بالظمأ وامامه نبع الهوى، يتزوجها، كُل منهن لها أولادها. وصراع الأبناء قائم وهو يده مغلولة لا يعرف ماذا يفعل. يرتجف وهو يصيغ السمع بـ أفاق اولاده الداعية لـ القتل لـ اِخوتهم، يتسأل: هل سـ أغرق في بحور دم أعز الناس لي؟
حارس كهف الشيطان
طنطاوي عبد الحميد طنطاوي