تحميل رواية تلة العيدان حظ الدجاجة pdf – مازن جميل
تحميل رواية تلة العيدان حظ الدجاجة pdf – مازن جميل دقة في ضَيعةِ تَلَّةِ العيدان لا يبقى شيئاً على حالهِ لمدَّةٍ طويلةٍ، وفي كلِّ يومٍ هناكَ حكايةً جديدةً لا تكادُ تَحصلُ حتى يَعلمُ الجميعُ بها، فالثرثرةُ مع إضافةِ شيءٍ منَ البِهارِ على مجرياتِ القصَّة هي هوايةٌ يُتقنها الجميعُ هنا، ولهذا السبب فإنَ الشجارَ الذي حَصَلَ اليوم أمامَ بابِ دارِ أبي صخرٍ لا بدَّ من أنهُ سيصبحُ في الحالِ على كلُّ شفَّةٍ ولسانٍ بالسرعةِ ذاتها التي تَنسلُ بها السَّمكةُ الرشيقةُ في قلبِ الموجةِ العذبةِ.
فحوى الأمر لكلِّ من لمْ يسمعْ بهِ أن مفلح الذي بالكادِ وصلَ إلى العشرين من عمرهِ عرفَ مصادفةً من السيدةِ سالمة التي كانت تزورهم برفقةِ زوجها أبي صخرٍ أن ابنتها زينة التي كان متيماً بها سراً لوحدها في دارها، وأن أخاها صخراً، وصديقهُ في الوقت ذاتهِ، كان قد سبقهُ في الذهابِ إلى ملّعب كرةِ القدمِ، حيث كان كلاهما قد اتفقا على لعبِ الكرةِ مع بقيةِ الفتيةِ عصرَ هذا اليومِ، لذا أرادَ وقبلَ أن يلحقَ بالأخيرِ إلى الملعبِ أن يعرجَ إلى بيتِ زينة ويستغلُ هناكَ الفرصةَ المتاحةَ للقائها!
إلا أنهُ وبينما كانَ هناكَ بالفعلِ، وبينما كانَ يقولُ لها بأنهُ يحبها وسيتزوجها غَصباً عن إرادةِ أبيهِ وأبيها اللذان كانا يعارضانِ الأمرَ ظهرَ أخوها صخر فجأةً في المكانِ، وبعدَ فشلهِ في امتصاصِ حدةِ غضبهِ حصلت بينهما مشاجرةً حاميةً، حيث راحَ كلُّ واحدٍ منهما يضرب الآخرَ حتى كادَ يحطمُ له عظمَ الجمجمةِ.
رواية تلة العيدان حظ الدجاجة – مازن جميل دقة
من الجديرِ ذكرهُ لمن لا يعرفُ القصَّة كذلك أن صخر هو الآخر كانَ متيماً بأختِ مفلحٍ وضحة سراً، وكان يتحينُ الفرصةَ للقائها كلَّ ما كانت تذهبُ بالزوادةِ إلى بستانِ أبيها، ويُسمِعُها نفسَ الكلامِ الذي سَمِعَ صديقهُ مفلح يقولهُ اليومَ لأختهِ زينة، أي أن حالَ الشابينِ كانت متطابقةً تماماً في هذا الأمرِ، حالهما في ذلك كحالِ الفتاتينِ المتيمتينِ بهما كذلك، إلا أنهما كانا يخفيانِ الأمرَ عن بعضهما البعض تجنباً للمشاكلِ التي من الممكنِ أن تحصلَ في ضيعتهما المحافظة.
زينة كانت تراقبُ الشجارَ بين مفلحٍ وأخيها من ثقبِ بابِ الدَّارِ، وهي تلعنُ ساعةَ النحسِ والمصيبةَ التي هبطت عليها على غفلةٍ، وتقولُ لنفسها أنها حمقاءٌ مغفلةٌ، ولمْ يكنْ ينبغي لها الإطالةَ في الحديثِ مع مفلحٍ، ولا تعرفُ كيفَ ستتصرفُ، وماذا ستقولُ لأبيها وأمها، وهما مهما حلفت الآنَ لن يصدقاها!!
تَلَّةُ العيدانِ ـ حظُّ الدجاجةِ : رواية مصممة خصيصاً لتحريكِ الأفكارِ وتقليبها دونَ الصدامِ مع أيٍ منها، وإثارةِ المتعةِ والترويحِ عن النفسِ دونَ تكلفٍ، تجمعُ في تفاصيلها بين المتعةِ والتسليةِ وجديةِ الطرحِ، وبينَ الخيالِ المتدفقِ والواقعِ الذي يقيدهُ، وتعرجُ على سلبياتِ المجتمعاتِ العربيةِ، وخاصة فيما يتعلق بازدواجية التفكير، وانفصام الشخصية الحاد الذي تعاني منه.
