تحميل رواية النحاس pdf – عصام منصور
تحميل رواية النحاس pdf – عصام منصور كان القرار جنونيًا ويبدو لي أنه يفتقر لأي حكمة لازمة. فقد رأيت القبودان يحارب مع قلة من البحارة لتوجيه الدفة بعيدًا عن الدوامة لآخر لحظة، وكأنما اتخذوا القرار بالهلاك غرقًا دون ترك الأمر، ورأيت بحارًا يحتضن صاريًا ظنًا منه أنه سينقذه قبل أن يبتلعه الظلام والموج العاتي، بينما التقط كل تاجر وبحار ومسافر آخر شيئًا ليطفو عليه مثل حقيبة الحوذي، لكنهم كانوا يدورون حول أنفسهم بلا هدف، وقد بدا أنهم معرضون لفناء محقق، وفي أقصى طرف المشهد وكأنه ينقصنا هذا، كان وحش بحري يسبح ببطء قد قبض على أحد البحارة في فيه واتجه به نحو الظلام.. “
فى القرن التاسع عشر، يمكن بسهولة أن تصاب بالطاعون، أو تجند فى حرب ما قبل اختراع الصواريخ والطائرات، أو أن تعمل فى مصانع الباشا، أو أن تعشق أميرة تركية، أو أن تقابل شياطين من عالم آخر !
كل هذا كان جزء من حياة محفوظ النحاس
في واحدة من أخطر فترات التاريخ، وحربا لم يتم تناولها في رواية باللغة العربية من قبل، رغم مشاركة الجيوش العربية فيها..
لعنة النحاس تتجاوز لعنة سيزيف..و عقاب اطلس و مأساة الجرجونات!! اه يا محفوظ..اي لعنة تلك التي وصمت بها؟؟
و لكن هل كان شيطانك الحارس هو لعنتك..ام ان المعرفة كانت هى لعنتك الحقة؟
رواية النحاس – عصام منصور
في الحروب تقترب الآجال من نهايتها بطريقة جماعية ملاك الموت و اعوانه ينشطون في تلك الاصقاع لاعنين حماقة بني الإنسان :يصبح البشر كخيل الحكومةالذي اصابته الشيخوخة و الوهن ..و يتحتم انقاذه برصاصة اخيرة
من المحروسة في منتصف القرن 19 الى الاسكندرية في 1855الى بلغاريا ثم الى هناك بارض الظلمة “موسكو” و تعنى الظلام ..في اوروبا المشتقة من ايرب و تعنى غروب الشمس ..هناك يواجه محفوظ النحاس شروقه و غروبه وسط أهوال مذهلة.. بين الحرب و السحر ..الشر و الخير ..الروح و النفس..و دائما و ابدا عليه الاختيار ..
ينصهر محفوظ و يعاد تشكيله كالنحاس الذي برع في تشكيله
و عبر مذكراته التي يعرضها علينا ابنه في عهد الثورة العرابية..1881..مع انطباعاته عن حكام الاسرة العلوية بمصر و العثمانية بتركيا
لكن في الرواية التاريخية الحربية ذات اللمحة الصوفية و اللغة الجزلة القوية..يكمن عيب سردي خطير في النصف الاول من الرواية يضفي عليها مللا غير عادي خاصة مع تغاصيل حربية استطرادية وصفية و تقفز بين الازمنة و الاحداث بتعثر
..و ما ان يصل ركاب السفينة جويليت الصاعقة الى اليابسة حتى يتلاشى الملل و ينقشع الغموض. .ثم يعود في الصفحات الاخيرة في انتي كلايمكس لا داعي لها
لكن يظل اختيار عصام منصور لنشأة الجيش المصري الحديث منذ
مائتي عام و طبيعة جنوده. .علاقتهم بالبحر و النيل. .بالسلاح و السلطان ..ولاؤهم..اصولهم ..قيمتهم ..ترابطهم ..يظل الاختيار جريء جدير بالتقدير
..يتركك متطلعا لمصير محفوظ و ابناؤه و احفاده في مصر التي لو تحولت لنرد كبير لتوقفت دائما عند : الدو يك ..و لا تقترب ابدا من الشيش بيش