تحميل رواية العبد pdf – تامر أبو عرب
تحميل رواية العبد pdf – تامر أبو عرب
كان مراد بك على فراش الوفاة، فيما يجثو يوسف على ركبتيه باكيا بحرقة وتخرج منه آهات متتابعة لا يمكن له كبحها، يمسك
بيد سيدة يتحسسها تارة ويقبلها أخرى، كأنه يود أن يشبع عينيه برؤية الرجل الذي عاش وجوده في الدنيا كله أسفل رجليه،
ويُشبع جلده بلمسه لأطول مدة ممكنة. فتح الرجل السبعيني عينيه بصعوبة وحرّك شفتيه بمعاناة، فانتفض يوسف وكأنه
بُعث مجددا، فها هو مراد يرجع مرة ثانية إلى الدنيا، على الأرجح كان في غيبوبة مؤقتة وأفاق منها، وقد يقوم في أعقاب
عديدة ساعات ليتحرك فى أرجاء قصره العارم مرة ثانية، مستندا على عصاه التي عادةً أشبعه بها ضربا، بل الخادم الأمين
مهيأ لنسيان كل الإساءات الماضية وتقبل المزيد، شريطة أن يرجع سيده إلى الحياة.
رواية العبد