تحميل رواية أيام الخريف pdf – حسام العادلي
تحميل رواية أيام الخريف pdf – حسام العادلي حين تباغتنا أيام الخريف فهي لا تأذن فقط بسقوط أوراق الأشجار لتسلمنا إلى النهايات ، بقدر ما تُبشر ببداياتٍ أخرى جديدة ، وفي هذه الرواية يتنقل السرد بخفة بين دواخل الشخصيات وأحداث الواقع الاجتماعي والسياسي القريب ، إلا أن القاريء سيلتقط تلك الخيوط السحرية التي تربط بين هذين العالمين .
ما ظل يؤازرها دائماً وبعمق الفخر بنفسها ، إنها لم تنسَ يومها أنها حفيدة المرعشلي باشا ، عميد عائلة المرعشلي باشا العريقة ضاربة الجذور ، والأشهر في سماء المال والسياسة على مدار الثلاثينات والأربعينات ، تنعي طيلة الوقت المجد السليب – بينها وبين نفسها – وما طال أهلها بعد سقوط الملكية ورحيل الملك ، من مطارة ضباط الثورة لهم سياسياً وأدبياً بقانون الغدر والعزل السياسي والمصادرة وتصفية الإقطاع ، ثم تجريدهم من أية مزايا وألقاب وسحب النياشين والقلادات التي نالوها .
تحميل رواية أيام الخريف
نص أدبي فريد ومتقن البناء .
الرواية هي اللون الأدبي الأشهر, والمعبرة عن الضمير المجتمعي . وجري العرف علي تصنيف الروايات ( رومانسية , تاريخية , سياسية , اجتماعية .. إلخ ) . وفي رواية أيام الخريف يقف هذا التصنيف عاجزًا عن إدراجها في أي خانة من خاناته المتعددة . إذ تتلاشي الفوارق في طيات السرد الروائي ولا يبقي غير عالم إنساني يخاطب الحس النفسي للقارئ .
الرواية رحلة سردية ممتعة , يتنقل بها الكاتب بين عوالم مختلفة في أزمنة متعددة , نجد أن البنية الأساسية تدور في أجواء السياسة ما قبل ثورة يناير بأسابيع قليلة , لم ينجرف الروائي حسام العادلي في تيار النقد والشجب الملازم لتلك الفترة , إنما تعامل معها بهدوء لافت وصوته الروائي لم يرتفع . رغم خصوبة اللون السياسي لم يسيطر علي الرواية , بل وظفه العادلي بمهارة كستار خلفي للشخصيات الانسانية الموزعة باحترافية عالية في أبعاد وجوانب السرد .
رواية أيام الخريف – حسام العادلي
ليلي المرعشلي هي بطلة الأحداث , تأتي بها الرواية كشخصية مركبة , لها وزنها في الحزب الحاكم ولدي قرينة الرئيس , تعاني من نزعة ارستقراطية شديدة كونها سلسلة عائلة إقطاعية , ويأتي الصراع النفسي للشخصية من خلال فقد الأسرة لمكانتها السياسية والاجتماعية مع ثورة يوليو, واضطرارها للزواج من أستاذها الذي ينحدر من أصول فقيرة , فتظل تحتقره وتنفر منه حتي وفاته , وتعتمد عليه كوسيلة لصعودها السياسي . ولكن السرد يأتي بهذه الخلفية في شكل ” فلاش باك ” . لتبدأ الأزمة الروائية للشخصية من اللحظة التي تقابل فيها المهندس هشام الدالي المتقدم لخطبة ابنتها ندي , تثور بنفسها أحلامها المتعطشة للحب وتتحرك معه رغباتها المحرومة , يلتقط هشام هذه الخيوط ويتلاعب بها كعازف ماهر . فتتهاوي معه ليلي , وهنا تظهر قدرة الكاتب علي الإبحار داخل تشابكات نفس المرأة الأربعينية المحرومة من الحب والعاطفة .