تحميل رواية أبناء الريح pdf – ليلى الأطرش
تحميل رواية أبناء الريح pdf – ليلى الأطرش رواية واقعية –إجتماعية- تنتج التحليل النفسي لشخوصها، بالإتكاء على الموروث، وبعض الأساطير الشعبية، لتطرح من خلالها “ليلى الأطرش” وبجرأة بالغة أسئلة الوجود الطبرى: ” قدر الموت والحياة والإختلاف والصراع مع الأقدار لتغيير مسارها، ومع الذات والمجتمع وما يتخلل هذا الصراع من حب وغيرة وشك وعشق وتمرد وإستغلال وإنهزام وإنتصار”. هكذا تصف الأطرش روايتها التي ترصد مسارات حيوات عدد من الفتيات والفتيان ممن نالوا نصيبهم الوافر من اليتم أو التفكك الأسري وحتى مجهولي النسب داخل دور الرعاية ومراكز حماية الفتيات.
أما التعبير الأكثر أهمية عن هذه الرواية ما قالته ليلى الأطرش يأن عملها “يرصد تمرد ومشاعر واستغلال هؤلاء الأطفال والشباب داخل الدور وخارجها من خلال تفاصيل دقيقة ووقائع لا يمكن تصورها”.
هذا، وقد اعتمدت الروائية في الوصول إلى تلك المعلومات من خلال الزيارات المتكررة لدور الرعاية والمشرفين عليها ولقاء مع المسؤولين والعاملين وبعض من تركوا العمل ثم المتطوعين وبعض الأطفال والشباب… لتقتحم عالم من عاشوا في هذه الدور، أو من تمكنوا من الخروج منها من خلال قصة شاب هو أنموذج وقدوة وذلك حين قهر يتمه وحقق مكانه علمية واجتماعية رغم التجربة المرة التي عاشها بين جدران تلك الدور…
رواية أبناء الريح – ليلى الأطرش
وجدوا خرطوم الماء بين أغصان الصنوبر فقطعوا الشجرة .
الهروب بالخرطوم والشجرة من أفكار يحيى .. لسنوات ظلّت تلك الشجرة أمامنا .. كبرنا و هي هناك .. تجاوزت أغصانها ارتفاع السور فلم تثر ريبة مسؤولي الدار ، و مثلها خرطوم الريّ .. لم يُغونا أحدهم بالهرب .
بل قبل يحيى لم نفكّر بالهرب .
وحده جعل الشجرة و الخرطوم طريقاً للخروج إلى عالم قال لنا إنه أحن علينا من الدار .. طعام و سينما و أسواق و نقود في أيدينا لن تنقطع .. كلّ ما علينا هو إقناع الناس الطيّبين ، عند إشارات المرور و أمام المطاعم و دور السينما ، ليعطوا ، و أضحكنا كثيراً قاموس شتائمه السريّة لمن يبخل منهم أو يجود بقليل .
لم نتصوّر ، قبل يحيى ، أن الحياة مغامرة . أمّا بعده فضقنا حتّى الفرار منها .
صدّقنا يحيى حتّى اندفاع التجربة .
حكايات يحيى أرواح هائمة خطفتنا .. جوارح انقضّت على ليالينا وحلّقت بها .. نسمات حرّية لم نجرّب طعمها .
تنادينا حكمة تفترش الأرصفة ، وتجارب تصقل النفوس .
من الرواية