تحميل رواية ورثة آل الشيخ pdf – أحمد القرملاوي
تحميل رواية ورثة آل الشيخ pdf – أحمد القرملاوي أسطورة عن كنز موعود، يتناقلها أفراد عائلته جيلًا بعد جيل، تستحوذ عليه، فتدفعه لأن يفتِّش وراءها عبر البيوت والأزمنة.. وكلما التأمَت الصور القديمة، نطقَت منها أصوات الراحلين، ونادَته كي يستكمل الرحلة التي بدأها سعيًا وراء الكنز.
في خامس أعماله الروائية، يضع أحمد القرملاوي بين أيدينا رواية أجيال لها مذاق مختلف، يصحبنا فيها عبر شوارع القاهرة القديمة وحكاياتها التي بلا نهاية؛ حكايات عشق وألم وفَقْد، انتصارات صغيرة وهزائم مدوِّية.. إنها حكاية زمن يتسرَّب فلا نستطيع إيقافه.
من الصفحة الأولى نعرف أن ثمّة شيئاً خفياً بداخل النص، هناك كنز ما يبحث عنه الراوي ونبحث معه، وهناك تفاصيل لا تكاد تصدق من جمال تجسيمها وكأننا نراها، وهناك شعوراً ما بالرغبة في البكاء، ربما كان بسبب النوستالجيا، أو أنه للسبب الأساسي الذي يجعل رواية الأجيال اقأب إلى القلب: التماس مع تفاصيل حياتنا، تاريخنا، ووجداننا الجمعي.
يخرج فاضل المعزة من الحقيبة فأراها وهي تترنح طالبة الهواء، بينما يجلس في حديقة وساء حلوان النقية الزرقاء من خلفه، أكاد أستنشق معه الهواء النقي، الذي تستنشقه المعزة أيضاً وتفيق.
رواية ورثة آل الشيخ – أحمد القرملاوي
تخرج العمة الوطواط من بين فخذيها، أكاد أشعر بملمسه، ينقبض قلبي وأشعر بالجو الكابوسي الذي يصفه الطفل الصغير دون إيضاح، أسمع صوت محرك السيارة الفورد يستيقظ من سباته، وأشعر بألم ضربة العصا على رأس محمد، أبكي مع زبيدة، وأتوحد جداً من نعمات، وأقول لنفسي هذه أنا ربما في حياة سابقة، تسكب أمومتها على الجميع، لكنها في نفس الوقت، قوية وقادرة على الاستقلال.
في هذه الرواية كنز مخفي بالطبع، ففيها يكتشف القارىء نفسه، يكتشف الإنسان نفسه، كما يليق بالأدب أن يفعل، أريد أن أتحرر مثل فاضل، وأريد أن أحب مثل نشأت، حتى انكسار زبيدة يستهويني، وكأنه يضعني في مزاج ما حزين وشفاف، يناسب هشاشتي وينحني بعض القدرة حتى على الاستمتاع بتقوقعي في عالم آخر بعيد.
أما الراوي، فهو مثلي يبحث عن سبب، أو عن مهرب، أو عن حتى شيء لا يدري كنهه، لا يعرفه تحديداً لكنه واثق أنه موجود وينتظره، كل كاتب يبحث عن شيء ما، يكتب ويكتب بحثاً عنه، ربما يجده في الصفحة الأخيرة وربما لا يجده، لكنه لا يتوقف عن البحث، لأنه لا صفحة أخيرة تماماً، الكنز كله في الإيمان بأنه “لا صفحة أخيرة”.
