تحميل رواية مواعيد قرطبة pdf – وليد سيف
تحميل رواية مواعيد قرطبة pdf – وليد سيف ملحمة إنسانية خالدة، تروي رحلة الفتى محمد بن أبي عامر (المنصور) من ريف الجزيرة الخضراء بالأندلس إلى قرطبة، ثم صعوده المتدرج إلى قمة السلطان، حيث تلتبس الحدود بين الطموحات العظيمة والأطماع القاتلة، والبطولات والطغيان، والدهاء الممدوح والدهاء المذموم، والقوة والبطش، والحزم والإستبداد، والغايات النبيلة، والوسائل المريبة، والعشق المستحيل والصراع المرير على السلطان”.
ما الحدُّ يا محمد…
– الحدُّ يا محمد؟… هل تعرفه؟…
– الحدُّ؟ حدُّ الجوارح وما نملك، أم حدُّ الروح والقلب والخيال؟ أما عمل الجوارح فحدُّه الخيانة والحرام، ولا أنا بالذي يتعداه ولا أنت.
أُما حدُّ القلب والروح فحيث يهيمان… إلى حيث تُقَدّر الأعمارُ والأقدارُ والأمصارُ… حيث لا زمان ولا مكان ولا تواريخ ولا ليل ولا نهار.
وهبي أنني خرجتُ من هذا المكان فلم أعدَّ إليه، هل تفارقه روحي أو يفارقه قلبي؟ وهل لي عليهما سلطان؟…
ليته كان… نعم، ليته كان فأريحُ وأستريح…
فإن كانا باقيين هنا، حضرتُ أم غبت، شئتُ أم أبيت، فما الذي نصيبه بالبعد غير خيانة القلب والروح.
وهل يكون الشيء معدوماً طالما بقي سراً في القلب، حتى إذا أفصِحَ عنه وُجد؟…
إذاً أفصحُ عنه ولا أبالي، فهو موجود موجود موجود، لا أقمعه فكأنني أنكر نفسي، ولكن أصونه بالعفاف، وأحفظه بالتذمم، وأكرمه بالوفاء.
تحميل رواية مواعيد قرطبة
مما لا شك فيه أن الرواية واحدة من أهم ما كتب في تاريخ الرواية العربية. وليس مرد هذا إلا الى ما تتركه الرواية من أثر في نفس قارئها سواء كان قد شاهد أحداثها من خلال العمل التلفزيوني الذي كتبه د. وليد سيف وحمل اسم ربيع قرطبة، أو أنه تعرف الى هذا العمل لأول مرة من خلال قراءة الرواية.
وإن كان قد سبق لمن سيقرأها أن تابع المسلسل التلفزيوني (ربيع قرطبة)، فإنه سيجد في قرائتها متعة غير خافية. فربما ان تخيل صورة محددة للشخصية. يجعل من الحدث مشهدًا يتجسد أمام القارئ. ويهون من عناء تخيل شكل الشخصية وطريقة كلامها. وهذا أمر يعرفه جيدًا من قرأ أعمالًا تحولت إلى افلام سينمائية او مسلسلات تلفزيونية. إلا أنها في هذا العمل تجلت بصورة أوضح. إذ أن مواعيد قرطبة جاءت كرواية بعد سنوات عديدة من ظهورها كعمل درامي تابعه الناس وعاملوه على أنه تحفة أدبية مرئية كانت إلى جانب مثيلاتها من أعمال د. وليد سيف تؤسس لأدب من نوع جديد، هو الأدب الدرامي أو الأدب التلفزيوني. الى أن تحول هذا المشروع الى رواية بين دفتي كتاب.
رواية مواعيد قرطبة – وليد سيف
ويتفق معي كل من تابع وقرأ أعمال د. وليد سيف أن أدبه كان دائمًا أدبًا مميزًا من حيث الشكل والمضمون. فاللغة التي يكتب بها، لغة خاصة لا ينازعه فيها أحد من كتاب هذا العصر. إذ أنها تعيد البريق الى اللغة العربية الفصيحة التي يحاول الكثير من الكتاب في زماننا هذا الابتعاد عنها. وان كانوا يعتذرون بحجج واهية كحاجة الناس الى اللغة البسيطة المفهومة التي تخالطها العامية في كثير من الأحيان. ويعتقدون خطأ أن الكتابة بهذه اللغة العالية تناقض مفاهيمهم الحداثية في الأدب.
ولكنَّ رواية كمواعيد قرطبة ستشكل نصرا لبديع اللغة العربية. إذ أنها كانت واضحة بينة. فيها موسيقى من نوع خاص تطرب لها الأذن، وفيها نظم بديع تستمتع به العين. وإن كان هذا ليس بجديد على د. وليد سيف. فاللغة التي كتبت فيها حوارات أعماله الدرامية. شكلت نقلة مهمة في تاريخ الأعمال الدرامية التاريخية. وأظهرت أن اللغة العربية اذا كتبت بهذا القدر من الابداع والاجتهاد. صارت مفهومة للمتلقي. دون الحاجة الى ما كان يقدمه البقية من تبسيط يصل في معظم الأحيان الى الفجاجة في استخدام مصطلحات نشاز تضعف العمل المقدم.