تحميل رواية قصر المطر pdf – ممدوح عزام
تحميل رواية قصر المطر pdf – ممدوح عزام
أيقظته الطلقات! سبع رصاصات اخترقت الأمام الغربية واجتازت المسارات الكامدة، والتجاويف المشظاة،
والهامات المشرئبة والهواء المصفر في القيظ، ثم أقامت في بدن ما إنه جسدي. لم يكن لشيء أن يبعده عن
مستنقع الانتباه الذي هوى فيه، وهو يركض في اتجاه التكتكات المتشابكة التي أعقبت الرصاصات السبعن
ركض بشدة ثور، واجتاز أحجار المراح قفزاً، دون أن يلمح أنه لم يجرؤ في الأمس قط، على إجتياز بعضها نتيجة
لـ علوها الشاهق، ونواتئها الجارحة. كانت تظهر، وهي تلقي ظلالها بعضها على عدد محدود من، مثل نواطير
كسولة ناعسة. بلغ مسار سعد، ثم انعطف باتجاه اللسان الترابي المزروع كجزيرة وسط الأحجار، تدله غريزة
جبارة راقدة في قعر ذهنه إلى الموضع: هنالك رآه ممدداً على ممر الحمير البالي، وقد جحظت عيناه، ممتلئتين
بزئبق زجاجي ناصع، وشحب وجهه كطحلبن وفتح فمه برعب. مضت فوقه دقائق، بدا حاد البياض وهو مستلقٍ
ميت. “هايل” أفاد مخاطباً الميت الغريب الذي ارتدى ثياباً قريبة العهد. في حين برز من الدروب ثلاثة رجال
حاملين للسلاح يطلقون النار في الرياح من على ظهور خيولهم السمراء. ولحقت بهم امرأة وحيدة ملأت الوعر
بالعويل. ثم هو قوت شيء حين تيقن الفازعون أن الموسع هنا قد توفي. تأهبوا لحمله. فصاح فيهم فجأة: “لا!
احكوا برفقته” انبجست فيه دفعة واحدة، ساعة مقتله قبل 20 عاماً، لحظة لحظة، وأمسى يرتعش وهو يقول
يمكن ما وافته المنية! يمكن ما وافته المنية”… الشيء المنفرد الذي ما برح يساعده (حين كان حياً) بغية
يصيخ السمع، هو إقفال العينين. بل عينيه رفضتا أن تنغلقا بالطرق التي قم بتجربتها، لذلك إستمرّ سمعه
مشوشاً، تتخلله نداوة الليل، وتفسده الرغبة المجنونة في النطق. نام طفيفاً طوال هذا.. ثم أعادته آهة ذعر
ندّت عن واحد من الرجال… حينئذ رحل وراءهم ببطء، تشبع الطقس فجأة برائحة نتنة، فغمغم: “ذاك أنت”
وانسدت السماء فلم يعتبر يتجلى أي نجم.. جرته قوة جبارة من موضعه، فاخترق رأسه عويل، وتدلى فجأة في
الألوان النيلية التي طغت، ورأى ثمة فراغاً شبحياً هائلاً. أفسدته ضربة ولى دبرهّاعة قاطعة، وانتهى جميع
الأشياء”. مع قصر المطر يبلغ الروائي في خيالاته إلى أعظم وأكبر الأطراف الحدودية، إلا أن إلى ماوراء الأطراف
الحدودية، إلى ماوراء المشهود في النفس الآدمية وفي جسمه. ينفذ إلى ودون تبطل في عواطف الإنسان
وفي عواطفه, وتسير الوقائع مترجمة لانعطافات تأخذ معاني شتى يتقاطع لدى نقاطها الرهبة بالوجع والشك
بالحيرة، والمهادنة بالانتقام. ومن مناخات الحكاية يثب سؤال هل باستطاعتنا الانتقام لأنفسنا بأنفسنا في أعقاب ذوي الجسم