تحميل رواية الملف 42 pdf – عبد المجيد سباطة
تحميل رواية الملف 42 pdf – عبد المجيد سباطة لا فرق عندي بين الكاتب ولاعب الشطرنج، كلاهما يخوض معركة عقلية عنيفة أمام غريمه، وعلى رقعة قد تتسع مساحتها الصغيرة لتشمل العالم بأسره !
ولأن حسابات الربح والخسارة في لعبتي الشطرنج والكتابة نسبية ولا تخضع لأي منطق، فقد وجدتني مجبرا على رفع الراية البيضاء عوض مواصلة القتال في معركة اجتمعت كل الظروف لتقودني إلى خسارتها، وإن احتميت لبعض الوقت بعبارة مضحكة يلجأ إليها كل المهزومين : الانسحاب التكتيكي…
لكنني لست رجل سياسة يكذب على جماهيره لإخفاء الحقيقة، أنا كاتب يكذب ليكشف لقرائه الحقيقة !
ولا مناص هنا من توقيع صك الاعتراف بها، وإن كانت إقرارا صريحا مني بالاستسلام.
أنا عاجز عن إتمام مشروع رواية بدأت كتابتها يوم الإثنين 1 أبريل 2019، ما يعني -إذا نزعت عني ثوب الكاتب وارتديت ثوب المهندس المدني الذي خلعته منذ سنوات لأنه لا يناسب مقاساتي- انهيار بناء بذلت كل ما في وسعي لتقوية أساساته واحترام الجدول الزمني لتقدم أشغاله.
انهار البناء مخلفا تحت أنقاضه ضحية واحدة فقط : أنا !
رواية الملف 42 – عبد المجيد سباطة
الرواية، الثالثة، المنتظرة من الكاتب عبد المجيد سباطة. باختصار: إذا لم تكن تبحث عن السرد الشعري وعن البلاغة اللغوية إقرأ هذه الرواية. لن تندم.
تحكم الكاتب في الحبكة، وشبكة المواضيع المتداخلة، مدهش. مقارنة مع روايته السابقة، ساعة الصفر، يظهر هنا تطور الكاتب على المستوى التقني، وكيف أنه متمكن من حيل أدبية متعددة، قد لا يعيبه هنا سوى أنه استخدمها بافراط، يصل أحيانا إلى درجة الاستعراض.
كما العادة، لن أتحدث عن الحكاية وعن المواضيع، لا أريد أن أحرق أي تفاصيل على القارئ. الرواية ممتعة ومشوقة، من جهة، ومن جهة أخرى، مفيدة وتثقيفية.
لا يعيب الرواية، بالنسبة إليّ، سوى أسلوبها الأدبي البسيط، الذي أوصلها في أكثر من موضع إلى التقريرية المباشرة. لا أعرف إن كان الكاتب اختار ذلك عمدا ليصل إلى شريحة أكبر من القراء، أم هو وحش المطبعة الذي لا يرحم طبع الرواية بشبح التسرع.